الاثنين، 28 سبتمبر 2009

الكرامة في الحب.. سلك مكشوف..يا إما يكهربك يا إما يخليك تنوّر!!

الكرامة.. هي ذلك الشيء الذي يقبع في مؤخرة رأسك وتتحسسه بقلبك، وعندما يصاب بسوء -ذلك الشيء مش قلبك- ترتدي خوذة "هولاكو" وتطير فوق صهوة جواد "أحمد السقا" في فيلم "شورت وفانلة وكاب" -أيوه فيه لقطة على البحر بيجيب فيها حصان مش عارف منين!!- لكي تحارب العالم كله أملاً في أن تحميها.
الخلاف على وجود الكرامة في الحب من عدمه هو خلاف تاريخي.. خلاف البشر على أزليّة البيضة والفرخة -هو مين قبل مين صحيح؟- ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تستدلّ على رأي قاطع وصارم في هذه القضية -الكتكوت طبعاً مش الكرامة- فالبيضة هي الأول؛ لأنها فقست الكتكوت، والكتكوت بقى فرخة وهكذا، وبلاش كلام كتير بقى في موضوع الفراخ ده أحسن البلدية بتلمّ الكل اليومين دول، وخلينا في موضوعنا..
الأول بس قبل ما ندخل في المعمعة -هي صح كده بس شكلها غريب شوية- لازم نفرّق بين موضوعنا وبين الكرامة المرتبطة بالخيانة الأخلاقية فعلاً وقولاً، دي قصة ودي قصة تانية خالص مش مجالها هنا، وكلامنا كله هيكون عن الكرامة المرتبطة في الأساس بتصرفات وأفعال وأقوال من النوعية المستخدمة بشكل يومي في حياتنا، يعني مثلا زي "مريم" اللي قالت لجوزها "سليط" بعد أسبوعين بس من جوازهم قدام مامته وأخته وهي بتهزر.. "سبيط يا حبيبي نفسي آكل جمبري".
فما كان من "سليط" إلا أن رفع يده والباقي.. إنتم عارفينه، فتعقّد الأمر، واتهم كل طرف الآخر بإهانته أمام العائلة.. ولولا أصحاب القلوب الرحيمة، كان الطرفان سيفترقان إلى الأبد.
ده مثال عام يعني.. وما يشترطش علشان يحصل أن يكون اسمك "سبيط" ممكن تبقى "مرجان" هاهاهاهاها...
هو فيه كرامة في الحب فعلاً؟
القصة دي تحديداً فيها ثلاثة اتجاهات واضحة وصريحة، واحد منهم مفتكس جديد حبتين واثنين معروفين، الاثنين المعروفين واحد فيهم –ها.. توهت ولا لسه؟- ممكن نقول عليه اتجاه عنتري بتاع الناس اللي قلبهم جامد حبتين، والتاني اتجاه مفلسف شوية، لكنه خليط ومزيج لطيف من الاتجاهات اللي قبله!!
الكرامة زي السوسة في الأسنان
محتاجة (سيجنال تووو) على طول.. حب يعني!!
الأصل في الحب الحقيقي –عند البعض- إن مفيش كرامة، ببساطة الحب نفسه كمضمون، وليس كمسمّى سطحي هو بديل للكرامة، فأينما وجد بصدق وعمق كافٍ بين أي طرفين انسحبت الكرامة إلى أقصى أركان العقل والعاطفة؛ لتظل كامنة هناك، ومع نمو الحب تتباعد المسافات، ولا تجد لنفسها مكاناً، فالطبيعي أن الحب يصاحبه احترام ووفاء وإخلاص وودّ واهتمام، وكلها أسماء مختلفة في شكلها لكنها متوحدة مع لفظ ومعنى الكرامة، ولكن مع انتفاء الحب تتعاظم قوة الكرامة، وتبدأ في الطفو على السطح.
بالبلدي كده، الكرامة في أي علاقة حب صادق لا وجود لها، لكنها تصبح ضيفاً خفياً وخبيثاً عندما تبدأ الخلافات والنزاعات تدبّ في العلاقة، فهي تفترش التراب ولا تأكل ولا تنام؛ لأن أحدا لا يعتني بها في العلاقة الحقيقية، لكنها سرعان ما تصبح وحشاً كاسراً بأنياب غليظة وقتما يسحب الحب عزاله، ويقرر هجران العلاقة إلى الأبد.
فيه إعلان بتاع معجون أسنان بيشرح قصة حياة السوسة اللي شكلها أخضر وبتهاجم طبقة المينا -ما تخبيش وشك ما تخافش- لما سعادتك تنسى تغسل أسنانك بعد الأكل.. فاكره؟ لأ؟..! طيب كويس قوي، الإعلان ده بيشرح بالظبط حدوتة الكرامة في الحب، فالسيجنال توو -اللي هو الحب يعني- يقضي دائماً على أي محاولات لوجود السوس -اللي هو الكرامة- وبالعكس تماماً يكون القياس؛ بمعنى أنك لما تبطّل تستعمل (سيجنال تو) تبدأ الأسنان في التسوس، حتى تتآكل تماماً، وكذلك يكون الحال عندما يرفع الحب يده عن أية علاقة حتى تتفاقم مشكلة الكرامة.

الحب الحقيقي هو
اللي يصون كرامة الحبيب ولا يمسها..
الكرامة هنا سلك مكشوف بجد اوعى تتكهرب!!
الاتجاه ده تقدر تقول عليه مفلسف شوية، لكنه يعد مزيجاً لطيفاً من الاتجاهين السابقين، فالحب هنا ليس عكس الكرامة -زي الاتجاه الأول- وفي نفس الأمر ليس في كفة والحب في كفة -زي الاتجاه الثاني- لأ.. الاثنين حاجة واحدة متطابقة، آه فيه كرامة عند كل طرف، لكنها غير مؤذية..
ببساطة شديدة –وتجنباً لأي خلط- في هذا الاتجاه دور الحب مختلف، بمعنى أنه لا يحلّ محل الكرامة -لأنها موجودة بشدة- وأيضا ليس أقل وظيفة من الكرامة؛ لأنه هو الذي يرعاها لذلك فهو مهم نفس أهميتها.ولكن رغم ذلك يبقى سؤال مهم..
ماذا لو لم يراعِ أحد الطرفين سلك الكرامة وتعدّى عليه؟
لأ.. بخلاف إنه هيتكهرب، العلاقة هنا قد تصل إلى مفترق الطرق، وقد تلتهب الأمور -يعني نار وكهربا- وفي الحالة دي لازم المطافي والإسعاف تتدخل بقوة وفي الوقت المناسب -اوعى تستخدم الميه.. لو طفت النار هتنشفك من الصاعقة- والإسعاف والمطافي هنا هي الحب وعلاقة المودة والاحترام المتبادل والتي تعيد العلاقة إلى بدايتها مرة أخرى.
رغم كل ما سبق، الكرامة كأية قيمة إنسانية غير مرئية -لأنها محسوسة- تعتبر شيئاً نسبيّاً للغاية، فهي كأي مسمّى يختلف معناها من فرد إلى آخر وفق متغيرات كثيرة كالبيئة والتعليم والثقافة والنشأة والحالة الاقتصادية وغير ذلك، لذلك فمدلول الكرامة عند "سليط" قد يختلف بالتأكيد عن مدلول الكرامة لدى "مرجان" ده الكيلو بـ 20 جنيه، وده بـ 9.30!!..

إنت بقى رأيك إيه؟..شايف إن الكرامة زي السوسة الخضرا -ما تخبيش وشّك- ولاّ حاجة فلّ، وأهم مليون مرة من أي حب في الدنيا، وأصون كرامتي من قبل حبي..
ولاّ شايف إنها مزيج لطيف من كل الاتجاهات اللي فاتت!!